lesson 1 (PDF)




File information


Author: MAX

This PDF 1.5 document has been generated by Microsoft® Word 2013, and has been sent on pdf-archive.com on 21/03/2018 at 20:28, from IP address 2.89.x.x. The current document download page has been viewed 772 times.
File size: 536.77 KB (9 pages).
Privacy: public file
















File preview


‫رقم الدرس‪ :‬األول‬
‫عنوان الدرس‪ :‬أسباب تقوية الروابط االجتماعية‬
‫رقم الوحدة‪ :‬الثانية‬

‫عنوان الوحدة تقوية الروابط االجتماعية‪ ،‬ومعالجة المشكالت االجتماعية وسبل الوقاية‪.‬‬
‫المحتوي العلمي‪:‬‬

‫المقصود بالروابط االجتماعية‪:‬‬
‫عبارة عن فكر وسلوك يدفع اإلنسان إلى البحث عن صالت وروابط اجتماعية مثل‪ :‬الصداقة‪،‬‬
‫والمصاهرة والجوار‪ ،‬وهي ظواهر نمت في ظل االجتماع‪ ،‬وتولدت منه‪ ،‬بسبب شعور كل فرد بحاجته‬
‫إلى التعاون مع اآلخرين‪ ،‬واالرتباط بهم تحقيقًا للمصالح المشتركة(‪.)1‬‬
‫وهذه الروابط قد تكون مشتركة في كل المجتمعات مثل روابط الصداقة والمصاهرة ونحوها‪ ،‬لكن‬
‫المجتمع اإلسالمي يزيد عليها رابطة قوية تدفع بها إلى االستمرار وتزيد من تواصلها أال وهي رابطة‬
‫العقيدة اإلسالمية‪.‬‬
‫ناؤ ُك ْم َوِا ْخو ُان ُك ْم‬
‫والروابط االجتماعية بين البشر كثيرة ‪ ,‬عبرت عنها اآلية ( ُق ْل إِ ْن َ‬
‫آباؤ ُك ْم َوأ َْب ُ‬
‫كان ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َح َّ‬
‫ب إَِل ْي ُك ْم ِم َن اللَّ ِه‬
‫جارةٌ تَ ْخ َش ْو َن َك َ‬
‫ض ْوَنها أ َ‬
‫سادها َو َمساك ُن تَْر َ‬
‫َوأ َْزو ُ‬
‫اج ُك ْم َو َعش َيرتُ ُك ْم َوأ ْ‬
‫َموا ٌل ا ْقتََرْفتُ ُموها َوتِ َ‬
‫ِِ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫ِ َّ‬
‫ِِ‬
‫ٍ ِ‬
‫ِ‬
‫ين) (التوبة‪ )24 :‬إذ‬
‫َم ِرِه َواللهُ ال َي ْهدي اْل َق ْوَم اْلفاسق َ‬
‫َوَر ُسولِه َو ِجهاد في َس ِبيله َفتََرب ُ‬
‫َّصوا َحتَّى َيأْت َي اللهُ بِأ ْ‬
‫حوت ‪ :‬الرابطة العائلية والرابطة القومية ورابطة اإلقامة (الوطن) ورابطة المصلحة والرابطة اإلسالمية‪.‬‬

‫وسائل تقوية الروابط االجتماعية‪.‬‬
‫الوسيلة األولى‪ :‬تشريع العبادات التي تقوي الروابط االجتماعية‪.‬‬
‫شرع اإلسالم العبادة لطاعة اهلل وحده‪ ،‬والعبادة نفسها لها آثار ال تخفي في تقوية الروابط االجتماعية‬
‫تظهر من خالل اآلتي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬صالة الجماعة‪.‬‬
‫إن الصالة من أقوى ما يقوى الروابط االجتماعية‪ ،‬فهناك مناسبة يومية يلتقي فيها المسلمون خمس‬
‫مرات‪ ،‬ومناسبة أسبوعية يلتقي المسلمون كل أسبوع في صالة الجمعة‪ ،‬ومناسبة تكرر في السنة مرتين‬
‫(‪ ) 1‬حوار الحضارات (دراسة عقدية في ضوء الكتاب والسنة)) (ص‪.)223 :‬‬

‫‪Page 1 of 9‬‬

‫وهي صالة العيد‪ ،‬والصالة على الميت آخر ما يودعه به أحبابه‪ ،‬يصلي عليه أهله وجيرانه‬
‫والمسلمون حتى يذهب به إلى قبره‪.‬‬
‫فالصالة التي تتكرر خمس مرات هي صالة الجماعة‪ ،‬مناسبة يومية يلتقي فيها أهل الحي في المسجد‬
‫يعبدون اهلل تعالى‪ ،‬ويوحدونه‪ ،‬ويطمئنون على أحوالهم‪ .‬وقد أكد عليها الرسول ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬‬
‫هيبا‪ .‬ففي فضلها روى عنه عبد اهلل بن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪-‬‬
‫غيبا وتر ً‬
‫في أكثر من حديث تر ً‬
‫سبعا وعشرين درجة"(‪.)2‬‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪" :-‬صالة الرجل في الجماعة تزيد على صالته وحده ً‬
‫وفي التشديد على التخلف عنها َّ‬
‫حدث أبو هريرة قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪" :-‬والذي‬
‫رجال فيؤم الناس‪،‬‬
‫نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب‪ ،‬ثم آمر بالصالة فيؤذن لها‪ ،‬ثم آمر ً‬
‫سمينا أو‬
‫ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم‪ ،‬والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقًا‬
‫ً‬
‫مرماتين حسنتين لشهد العشاء"(‪.)3‬‬

‫ثانياً‪ :‬صالة الجمعة‪.‬‬
‫هي فرض أسبوعي على المسلمين‪ ،‬يؤدونها في المسجد الجامع‪ ،‬فيستمعون إلى خطبة اإلمام‬
‫ويصلون‪ ،‬ويلتقون مع بعضهم‪ ،‬فهي فرصة لقاء متممة للقا ء اليومي‪ ،‬فمن تخلف عن الجماعة يلتقي‬
‫مع أهل حيه وبلده يوم الجمعة‪ ،‬وقد أوجبها اهلل تعالى‪.‬‬

‫ِ‬
‫ودي لِ َّ ِ ِ‬
‫قال تعالى‪{ :‬يا أَي َّ ِ‬
‫آم ُنوا إِ َذا ُن ِ‬
‫اس َع ْوا إَِلى ِذ ْك ِر اللَّ ِه َوَذ ُروا اْلَب ْي َع‬
‫ُّها الذ َ‬
‫لصالة م ْن َي ْوِم اْل ُج ُم َعة فَ ْ‬
‫ين َ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫ون} (الجمعة‪.)9 :‬‬
‫َذل ُك ْم َخ ْيٌر لَ ُك ْم إِ ْن ُكنتُ ْم تَ ْعلَ ُم َ‬

‫أوجبت هذه اآلية حضور صالة الجمعة‪ ،‬فأمرت بالسعي إليها‪ ،‬واألمر هنا للوجوب‪ ،‬وال يجب السعي‬
‫إال إلى واجب‪ ،‬وحتى تحقق صالة الجمعة هدفها الديني والدنيوي كان فيها خطبتان وصالة‪ ،‬ومن‬
‫(‪ )2‬موطأ مالك ‪ ،8‬صالة الجماعة ‪ ،1‬باب فضل صالة الجماعة على صالة الفذ حديث‪ 1‬ج‪.129 :1‬‬
‫صحيح البخاري ‪ ،10‬األذان ‪ ،30‬باب فضل صالة الجماعة ج‪.119 :1‬‬
‫صحيح مسلم ‪ ،‬المساجد ومواضع الصالة ‪ ،42‬باب فضل صالة الجماعة حديث ‪249‬ج ‪ 122 :2‬واللفظ له‪.‬‬
‫(‪ )3‬صحيح البخاري ‪ ،10‬األذن ‪ ،29‬باب وجوب الجماعة ج‪ 119 :1‬واللفظ له‪.‬‬
‫صحححيح مسححلم ‪ ،5‬المسححاجد ومواضححع الصححالة ‪ ، 42‬بححاب فضححل صححالة الجماعححة‪ ،‬وبيححان التشححديد فححي التخلححف عنهححا‪ ،‬حححديث‬
‫‪246‬ج‪.123 :2‬‬
‫أي لو يعلم أحد من المنافقين المتكاسحلين عحن صحالة الجماعحة أنحه سحيجد عنحد ذهابحه إلحى المسحجد ألداء صحالة العشحاء َع ْرقحاً‬
‫سميناً ‪ -‬أي قطعة لحم‪ ،‬وقيل‪ :‬عظم عليه قليل من اللححم ‪ -‬أو يعلحم أنحه يجحد مرمحاتين حسحنتين ‪ -‬وهمحا سحهمان يلعحب بهمحا‬
‫ لحضحر لصححالة العشححاء لحرصححه علححى الحقيحر مححن مطعححوم أو ملعححوب بححه ‪ ،‬مححع التفحريط فيمححا يحصححل بححه رضححى اهلل وجنتححه‪.‬‬‫ينظر جامع األصول ‪ ،569 ،568/5‬الفتح ‪.130 ،129/2‬‬
‫"‪ "2‬صحححيح البخححاري "‪ " 722 ،644‬وأول الحححديث كمححا فححي الروايححة األخححرى‪ " :‬أثقححل الصححالة علححى المنححافقين صححالة العشححاء‬
‫وصالة الفجر‪."..‬‬

‫‪Page 2 of 9‬‬

‫موضوعا يذكر السامع بأحكام الشرع‪ ،‬وينبهه إلى وجوب االستقامة‪ .‬واشتراط‬
‫شأن الخطبتين أن تعالجا‬
‫ً‬
‫العدد والمسجد في أداء الجمعة تحقيق لجانبها االجتماعي‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬صالة العيدين‪.‬‬
‫هي مناسبة سنوية يبدأ بها المسلمون أعمال يومي عيد الفطر واألضحى‪ ،‬فيصلون‪ ،‬ويسمعون‬
‫الخطبة‪ ،‬ويهنئون بعضهم بالعيد ويفترقون‪ ،‬وقد أدوا الصالة‪ ،‬وتزودوا بما سمعوه من التذكير‪ ،‬واطمأنوا‬
‫على بعضهم‪.‬‬

‫ِّك َو ْان َح ْر} ‪ 2‬فالمشهور في تفسير هذه اآلية أن‬
‫ص ِّل لِ َرب َ‬
‫تم بالقرآن الكريم في قوله تعالى‪َ { :‬ف َ‬
‫وتشريعها ّ‬
‫المراد بها صالة العيد‪.‬‬
‫وتواتر قيام النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬بها‪ ،‬ووردت في األحاديث الصحاح‪ ،‬عن البراء بن العازب‪،‬‬
‫قال‪ :‬سمعت النبي صلى اهلل عليه وسلم يخطب‪ ،‬فقال‪" :‬إن أول ما نبدأ به من يومنا هذا أن نصلى‪،‬‬
‫ثم نرجع فننحر‪ ،‬فمن فعل فقد أصاب سنتنا"(‪.)4‬‬
‫وفي خصوص عيد الفطر‪ ،‬جاء عن أنس‪ ،‬قال‪" :‬كان رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬ال يغدو يوم‬
‫الفطر حتى يأكل تمرات‪ .‬وعنه أنه قال‪ :‬ويأكلهن وترا"(‪.)5‬‬
‫وآداب العيد كثيرة منها‪ :‬السالم‪ ،‬والتزاور‪ ،‬وعيادة المريض‪ .‬وكلها وسائل تقوي الروابط‬
‫االجتماعية‪ ،‬وتعتبر تابعة للوسائل الثالثة التي ذكرناها قبل قليل‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬صالة الجنازة‪:‬‬
‫شرع اإلسالم صالة الجنازة‪ ،‬ليشارك المسلمون بعضهم بعضاً في أحزانهم‪ ،‬وجعلها فرض كفاية على‬
‫المجتمع‪ ،‬وقد رغب الرسول ‪ ‬فيها كثي اًر‪ ،‬وبما يتبعها من مشي إلى المقبرة‪ ،‬ومشاركة في دفن الميت‪،‬‬
‫واستغفار له‪ ،‬فقد قال ‪ ( :‬من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا‪ ،‬وكان معها حتى يصلى عليها ويفرغ‬
‫من دفنها‪ ،‬فإنه يرجع من األجر بقيراطين‪ ،‬كل قيراط مثل أحد‪ ،‬ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن‬
‫تدفن‪ ،‬فإنه يرجع بقيراط)(‪.) 6‬‬

‫(‪ )4‬صحيح البخاري ‪ ،3‬العيدين ‪ ،3‬باب سنة العيدين ألهل اإلسالم ج‪.170 :1‬‬
‫(‪ )5‬صحيح البخاري ‪ ،3‬العيدين‪ ،4‬باب األكل يوم الفطر قبل الخروج ج‪.170 :1‬‬
‫(‪ ) 6‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب اتباع الجنائز من اإليمان‪.‬‬

‫‪Page 3 of 9‬‬

‫خامساً‪ :‬الصوم‪.‬‬
‫ينمي الصوم في اإلنسان عاطفة الرحمة واألخوة‪ ،‬والشعور برابطة التضامن والتعاون التي تربط‬
‫ال إلى صلة اآلخرين‪ ،‬والمساهمة في القضاء‬
‫المسلمين فيما بينهم‪ ،‬فيدفعه إحساسه بالجوع والحاجة مث ً‬
‫على غائلة الفقر والجوع والمرض‪ ،‬فتتقوى أواصر الروابط االجتماعية بين الناس‪ ،‬ويتعاون الكل في‬
‫معالجة الحاالت المرضية في المجتمع(‪.)7‬‬

‫سادساً‪ :‬تشريع فريضة الزكاة‪:‬‬

‫الزكاة‪ :‬إعطاء نسبة مخصوصة لمستحقها‪ ،‬من مال ٍ‬
‫نام أو قابل للنماء‪ ،‬إذا بلغ نصابًا وحال عليه‬
‫الحول (‪ . )8‬وهي من فروض اإلسالم‪ ،‬ومن حقوق الفقراء ونحوهم في أموال األغنياء‪ ،‬ليست على‬
‫سبيل المنحة والمنة‪  .‬والَّ ِذ ِ‬
‫وم ‪  ‬لِّلسَّائِ ِل واْل َم ْح ُر ِ‬
‫َموالِ ِه ْم َح ٌّ‬
‫وم ]‪ ‬المعارج‪.[ 25 – 24:‬‬
‫َ َ‬
‫ق َّم ْعلُ ٌ‬
‫َ‬
‫ين في أ ْ َ‬

‫داخلَه بغير حق بدون‬
‫ومن أهدافها وغاياتها‪ :‬طاعة اهلل تعالى و تنفيذ أوامره‪،‬‬
‫وتطهير المال مما َ‬
‫ُ‬
‫ودفعه إلى البذل والعطاء‪،‬‬
‫وتطهير نفس الغني من الشح والبخل والمغاالة في حب المال‪،‬‬
‫علمه‪،‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ال عن إقامة المصالح العامة‬
‫وتطهير نفس الفقير من الحسد والتطلع إلى ما في أيدي الناس‪ ،‬فض ً‬
‫ُ‬
‫للمسلمين‪.‬‬
‫وال شك أن الزكاة تحد من انتشار الجرائم وخاصة الجرائم المالية؛ ألنها توفر سيولة كريمة بين أيدي‬
‫الفقراء والمحرومين‪ ،‬فيرعوون عن جرائمهم واعتداءاتهم على أموال اآلخرين‪ ،‬وفي جميع هذا يصدق‬
‫قول اهلل تعالى‪ُ  :‬خ ْذ ِم ْن أ ِ‬
‫ص َد َقةً تُطَهِّ ُرُه ْم َوتَُزِّكي ِه ْم بِهَا ‪ ] ‬التوبة ‪.[103 :‬‬
‫َم َوال ِه ْم َ‬
‫ْ‬

‫ذهب ِ‬
‫والزكاة وسيلة مهمة من وسائل تقوية الروابط االجتماعية‪ ،‬تُ ِ‬
‫الغ َّل والطمع من نفوس الذين ال‬
‫ِ‬
‫بعض‬
‫يملكون ما يكفيهم تجاه الذين يملكون ويتنعمون‪ ،‬وتحقق التوازن االقتصادي النسبي حال صرف‬
‫أموال أغنياء األمة إلى األمة نفسها‪ ،‬ممثلة في فقرائها وبقية مصارف الزكاة المعروفة‪ ،‬وفي هذا‬
‫وهم ِّمن َّم ِ‬
‫ال اللَّ ِه الَّ ِذي آتَا ُك ْم ‪] ‬النور ‪.[33 :‬‬
‫السياق جاء التعبير القرآني‪َ  :‬وآتُ ُ ْ‬
‫قوت‬
‫وهناك تشريع لزكاة الفطر فهي واجبة على كل مسلم‪ ،‬ذكر أو أنثى‪ ،‬صغير أو كبير‪ ،‬عنده ُ‬
‫يوم العيد‪ ،‬قال اهلل تعالى‪َ  :‬ق ْد أَ ْفَل َح َمن تََزَّكى ‪] ‬األعلى‪ . [14 :‬قال بعض أهل التفسير‪ :‬نزلت في‬
‫زكاة الفطر التي تؤدى قبل صالة عيد الفطر (‪. )9‬‬

‫(‪ )7‬الفقه اإلسالمي وأدلته للزحيلي (‪.)1618 /3‬‬
‫انظر‪ :‬جواهر اإلكليل ‪ 118 /1‬ومباحث في االقتصاد اإلسالمي ص‪120‬‬
‫(‪)8‬‬
‫(‪ )9‬انظر‪ :‬فتح القدير للشوكاني ‪425/5‬‬

‫‪Page 4 of 9‬‬

‫لتصر ٍ‬
‫ف قد ُي ِنقص أجر صيامه‪ ،‬ففي الحديث الشريف‪ " :‬فرض رسول‬
‫وقد ُش ِرعت طهرة للصائم‪ ،‬وتالفيًا‬
‫ُّ‬
‫حر أو عبد‪ ،‬ذكر أو أنثى من‬
‫اهلل ‪ ‬زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير‪ ،‬على كل ٍّ‬
‫المسلمين" (‪ . )10‬كما ُش ِرعت سدًا لحاجة المحتاجين ومعونة لهم‪.‬‬

‫وهناك أيضاً تشريع للنفقات الواجبة‪:‬‬
‫والنفقات الواجبة أنواع‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬النفقة على الزوجة‪ :‬هي واجبة باالحتباس ال بالفقر‪ ،‬قال اهلل تعالى‪  :‬وعَلى اْلمولُ ِ‬
‫ود َل ُه‬
‫َْ‬
‫َ‬
‫ِرْزقُه َّن و ِكسوتُه َّن ِباْلمعر ِ‬
‫وف ‪ ] ‬البقرة ‪.[233 :‬‬
‫َ ُْ‬
‫ُ َ َْ ُ‬

‫النوع الثاني‪ :‬النفقة على األقارب‪ :‬هي واجبة على الرجل الموسر لوالديه وأوالده وأقربائه المحتاجين‪،‬‬
‫ُّك أ َّ‬
‫َال تَ ْع ُب ُدوْا ِإالَّ إِيَّاهُ َوبِاْل َوالِ َد ْي ِن إِ ْح َسانًا ‪ ] ‬اإلسراء ‪.[23 :‬‬
‫ضى َرب َ‬
‫واألصل في ذلك قوله تعالى‪َ  :‬وقَ َ‬
‫وولدك بالمعروف " (‪. )11‬‬
‫وقوله ‪ ‬لزوجة أبي سفيان‪" :‬خذي ح أي من مال زوجك ح ما يكفيك َ‬
‫وهكذا نرى أن اإلسالم نظَّم صورة تكاملية ح ليس لها مثيل في األنظمة األخرى ح لتحقيق مزيد من‬
‫التكافل االجتماعي وتقوية الروابط بين أطراف المجتمع؛ ألن المجتمع في الحقيقة يتكون من‬
‫مجموعات األسر كلها‪.‬‬

‫وهناك تشريع الصدقات التطوعية‪:‬‬

‫ِ‬
‫الصدقات التطوعية إلى أنواع‪ ،‬منها ما يلي‪:‬‬
‫العلماء‬
‫ويقسم‬
‫ُ‬
‫النوع األول‪ :‬الصدقة النافلة المطلقة‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬الصدقة الجارية‪ :‬مثل‪ :‬الوقف ‪.‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬الوصايا‪ :‬هحي تبرعات مالية مضافة إلى ما بعد الموت‪.‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬العواري والمنائح والقروض الحسنة واألعطيات والهدايا والهبات‪.‬‬
‫معالم‬
‫يع‬
‫وهكذا يتضح‪ :‬مدى حرص اإلسالم على استكمال أسباب الروابط االجتماعية‪ ،‬من خالل تشر ِ‬
‫َ‬
‫للتكافل االجتماعي‪ ،‬على سبيل الوجوب‪ ،‬أو على سبيل االستحباب‪ ،‬وهذا مما لم يعرف في أي تشريع‬
‫أو نظام آخر‪.‬‬

‫(‪ )10‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب فحرض صحدقة الفطحر‪ ،‬رقحم ‪ 1503‬وصححيح مسحلم‪ ،‬كتحاب الزكحاة بحاب زكحاة الفطحر‬
‫على المسلمين‪ ،‬رقم ‪2279‬‬
‫(‪ ) 11‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النفقات‪ ،‬باب إذا لم ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ بغير علمحه محا يكفيهحا‪ ،‬رقحم ‪ ،5346‬وصححيح‬
‫مسلم‪ ،‬كتاب األقضية‪ ،‬باب قضية هند‪ ،‬رقم ‪4477‬‬

‫‪Page 5 of 9‬‬

‫سابعاً‪ :‬تشريع الحج‪.‬‬
‫في الحج يلتقي المسلمون من شتى بقاع األرض‪ ،‬ال فرق بين أبيض وأسود وال عربي وعجمي إال‬
‫بالتقوى‪ ،‬وهناك يحدث التعارف األكبر بين شتى شعوب األرض‪.‬‬

‫فالتعارف والتواصل من أهداف الحج ومقاصده‪ ،‬التي أشار إليها القرآن الكريم بقوله‪ِ :‬‬
‫{لَي ْشهَ ُدوا َمَن ِاف َع‬
‫لَهُ ْم} [الحج‪.]28 :‬‬

‫الوسيلة الثانية ‪ :‬دعوة اإلسالم إلى أسباب التآلف االجتماعي العام تقوية للروابط‬
‫االجتماعية‪:‬‬

‫لقد توالت تعاليم اإلسالم تسقي شجرة المؤاخاة ِّ‬
‫وتغذيها بأسباب التآلف االجتماعي‪ ،‬التي انقلبت إلى‬
‫حقوق ثابتة للمسلم على أخيه المسلم‪ ،‬ال يسعه التساهل فيها أو تركها‪ ،‬ومن ذلك ما يلي‪:‬‬

‫أو ًال‪ :‬السالم‪.‬‬
‫هو بدء الحديث عند اللقاء‪ ،‬ومفتاح التعارف‪ ،‬وأمر به القرآن وحثت عليه األحاديث‪ ،‬وبينته بتفصيل‪.‬‬

‫َّ ِ‬
‫َهِلهَا َذلِ ُك ْم‬
‫آم ُنوا ال تَ ْد ُخلُوا ُب ُيوتًا َغ ْي َر ُب ُيوتِ ُك ْم َحتَّى تَ ْستَأْنِ ُسوا َوتُ َسلِّ ُموا َعَلى أ ْ‬
‫{يا أَيُّهَا الذ َ‬
‫قال تعالى‪َ :‬‬
‫ين َ‬
‫َّ‬
‫ون} النور‪.27 :‬‬
‫َخ ْيٌر َل ُك ْم َل َعل ُك ْم تَ َذ َّك ُر َ‬

‫وأمر الرسول ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬بإفشاء السالم وتعميمه بأن ال يقتصر على المعرفة‪.‬‬

‫رجال سأل النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬أي اإلسالم خير؟ قال‪" :‬تطعم‬
‫عن عبد اهلل بن عمرو أن ً‬
‫الطعام‪ ،‬وتق أر السالم على من عرفت‪ ،‬ومن لم تعرف"(‪ .)12‬أي ال تخص به أحدا تكبرا‪ ،‬أو تصنعا‪ ،‬بل‬
‫عممه تعظيما لشعار اإلسالم‪ ،‬ومراعاة ألخوة المسلم(‪.)13‬‬
‫وابتداء السالم سنة‪ ،‬ورده واجب‪.‬‬
‫ومن فوائد نشر السالم‪ :‬التحابب‪ ،‬التعارف‪ ،‬والتواضع‪ ،‬واالحترام واألمان‪ ،‬والطمأنينة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الزيارة‪.‬‬
‫الزيارة أدب إسالمي‪ ،‬يوثق العالقة بين الزائر والمزور‪ ،‬ويشعرهما بالود والتحابب‪.‬‬
‫(‪ )12‬صحيح البخاري‪ ،2‬اإليمان‪ ،6‬باب الطعام من اإلسالم ج‪.11 :1‬‬
‫(‪ )13‬ابن حجر فتح الباري ‪.56 :1‬‬

‫‪Page 6 of 9‬‬

‫ثالثاً‪ :‬عيادة المريض‪.‬‬
‫عيادة المريض من أساليب المواساة بين الناس‪ ،‬ولها أثر نفسي بالغ على المريض‪ ،‬يتمثل في شعوره‬
‫بمحاولة غيره التخفيف عنه‪.‬‬
‫وقد اعتبرها بعض العلماء من واجبات الكفاية كإطعام الجائع‪ ،‬وعدها البعض سنة‪ ،‬لكنها قد ترتقي‬
‫إلى الواجب في حق بعض المرضى‪.‬‬
‫آدابها‪( :‬اختيار الوقت المناسب ‪ -‬مواساة المريض ‪ -‬تخفيفها )‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬حقوق المسلم على المسلم‪.‬‬
‫من هذه الحقوق تشييع الجنازة‪ ،‬واحترام الجار‪ ،‬وتحمل العاقلة للدية‪ ،‬وكلها تابعة لوسائل تقوية الروابط‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬حقوق الجار‪.‬‬
‫تعريف الجار‪ ،‬ومرتبته‪.‬‬
‫الجار اسم يشمل المسلم‪ ،‬والكافر‪ ،‬والعابد‪ ،‬والفاسق‪ ،‬والصديق والعدو‪ ،‬والغريب‪ ،‬والبلدي‪ ،‬والنافع‪،‬‬
‫دارا‪ ،‬واألبعد‪.‬‬
‫والضار‪ ،‬والقريب‪ ،‬واألجنبي‪ ،‬واألقرب ً‬

‫مرفوعا قال عليه‬
‫وتبعا لهذه األصناف اختلفت مراتب الجيران‪ ،‬وحددت ثالثة في حديث عند الطبراني‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الصالة والسالم‪" :-‬الجيران ثالثة‪ :‬جار له حق‪ ،‬وهو المشرك ‪ ,‬له حق الجوار‪ ،‬وجار له حقان‪ ,‬وهو‬‫المسلم ‪,‬له حق الجوار‪ ,‬وحق اإلسالم‪ ،‬وجار له ثالثة حقوق‪ ،‬مسلم‪ ،‬له رحم‪ ،‬له حق الجوار‪،‬‬
‫واإلسالم‪ ،‬والرحم" (‪.)14‬‬

‫أوجه اإلحسان إلى الجار‪:‬‬
‫(إقراض الجار‪ ،‬إعانته‪ ,‬عيادته عند المرض‪ ،‬تهنئته‪ ،‬مواساته‪ ،‬اإلهداء إليه‪ ،‬عدم االستطالة عليه‬
‫بالبنيان‪ ،‬احترامه‪ ،‬السالم عليه‪ ،‬طالقة الوجه عند لقائه‪ ،‬تفقد حاله‪ ،‬كف األذى عنه‪ ،‬عظته بالحسنى‪،‬‬
‫الدعاء له‪ ،‬عظة الكافر بعرض اإلسالم عليه وترغيبه فيه‪ ،‬وعظ الفاسق بالرفق به‪ ،‬والستر عليه)(‪.)15‬‬

‫(‪ )14‬أخرجححه‪ :‬البيهقححي فححي شححعب اإليمححان (‪ ،) 105 /12‬و أبححو نعححيم يفححي حليححة األوليححاء وطبقححات األصححفياء (‪، )207 /5‬‬
‫وانظر‪ :‬فتح الباري‪.441 :10 ،‬‬
‫(‪ )15‬فتح الباري ‪.446 :9‬‬

‫‪Page 7 of 9‬‬

‫الوسيلة الثالثة ـ دعوة اإلسالم إلى الحوار والجدال بالتي هي أحسن تقوية للروابط‪:‬‬
‫وبيان ذلك في النقاط التالية‪:‬‬

‫أو ًال‪ :‬اإلسالم دعوة عالمية‪ :‬قال اهلل تعالى مخاطبًا نبيه محمدًا ‪ُ  :‬ق ْل يأَيُّهَا َّ‬
‫اس إِِّني َر ُسو ُل اللَّ ِه‬
‫الن ُ‬
‫ِ‬
‫نفس محمد بيده‪ ،‬ال يسمع بي أحد من هذه‬
‫إَِل ْي ُك ْم َجميعًا ‪] ‬األعراف ‪ .[158:‬وقال النبي ‪" :‬والذي ُ‬
‫األمة‪ :‬يهودي وال نصراني‪ ،‬ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به‪ ،‬إال كان من أصحاب النار"(‪. )16‬‬
‫ثانياً‪ :‬اعتماد اإلسالم طريق الحوار الحسن في تبليغ رسالته‪ ،‬قال اهلل تعالى بصيغة األمر‪ْ  :‬ادعُ إِلِ ى‬
‫سبِ ِ‬
‫ض َّل َعن َسبِيلِ ِه‬
‫ِّك بِاْل ِح ْك َم ِة َواْل َم ْو ِع َ‬
‫َح َس ُن إِ َّن َرب َ‬
‫يل َرب َ‬
‫َّك ُه َو أ ْ‬
‫ظ ِة اْل َح َسَن ِة َو َج ِادْلهُم ِبالَّتِي ِه َي أ ْ‬
‫َعَل ُم بِ َمن َ‬
‫َ‬
‫َعَلم بِاْلمهتَِ‬
‫ين ‪] ‬النحل ‪.[125 :‬‬
‫د‬
‫أ‬
‫و‬
‫ه‬
‫َو ُ َ ْ ُ ُ ْ َ‬
‫ثالثاً‪ :‬حقيقة الحوار وأقسامه ولوازمه ‪ :‬الحوار والجدل‪ ،‬والمحاورة والمجادلة‪ ،‬ألفاظ متقاربة المعاني‬
‫اللغوية‪ ،‬ويراد بها‪ :‬المناقشة والمناظرة والمراجعة في الكالم(‪ .)17‬ومنه اآلية‪َ  :‬ق ْد َس ِم َع اللَّهُ َق ْو َل الَّتِ ي‬
‫تُ َج ِادلُ َك ِفي َزْو ِج َها وتشتكي إلى اهلل واهلل يسمع تحاوركما ‪ ] ‬المجادلة ‪.[1 :‬‬
‫وهي في االصطالح‪ :‬تبادل وجهات النظر بين طرفين أو أكثر‪ ،‬في جو هادئ‪ ،‬إلحقاق ٍ‬
‫قول و تخطئة‬
‫غيره‪ ،‬دون تسفيه رأي المخالف(‪. )18‬‬

‫وقد قسم العلماء الحوار والجدل قسمين‪ :‬ممدوح ومذموم‪ ،‬فاألول الممدوح‪ :‬ما يوصل إلى الحق‬
‫بأسلوب صحيح مناسب‪.‬‬
‫وأما الثاني المذموم‪ :‬فما ال يوصل إلى الحق‪ ،‬وقد تصاحبه المغالطة أو االنفعال‪ ،‬ويؤدي إلى الكراهية‬
‫والضغينة (‪.)19‬‬
‫مح َكم غير منسوخ‪ ،‬يجب استصحابه وااللتزام به في‬
‫والنوع األول من الجدل مشروع‪ ،‬بل هو فرض ْ‬
‫أي حوار؛ لآلية‪  :‬والَ تُج ِادلُوْا أَه َل اْل ِكتَ ِ َّ‬
‫َح َس ُن ]‪‬العنكبوت ‪ .[46 :‬وتأمل أداة‬
‫ْ‬
‫اب إِال بِ َّالتِي ِه َي أ ْ‬
‫َ َ‬

‫(‪)16‬‬
‫(‪)17‬‬
‫(‪)18‬‬
‫(‪)19‬‬

‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب وجوب اإليمان برسالة نبينا محمد‪ ،‬رقم ‪386‬‬
‫المعجم الوسيط‪ :‬مادة‪َ :‬ج َدل‪َ ,‬ح َور‬
‫منهج الدعوة لعدنان عرعور ‪ ،‬ص ‪401‬‬
‫المدخل إلى علم الدعوة ص ‪264‬‬

‫‪Page 8 of 9‬‬

‫الحصر في اآلية‪ ( :‬إال بالتي هي أحسن )‪ .‬أما النوع الثاني‪ :‬فهو حرام منهي عنه‪ ،‬لمآالته العقيمة‬
‫الخ ِ‬
‫أبغض الرجال إلى اهلل ‪َّ ،‬‬
‫الضارة‪ ،‬وفيه ورد حديث‪َّ ( :‬‬
‫صم )(‪.)20‬‬
‫إن‬
‫األلد ُُ َ‬
‫َ‬
‫هذا ومن لوازم الجدل ومتطلبات الحوار والمناظرة ما يلي(‪:)21‬‬

‫‪1‬ح اإليمان العميق بما يدعو إليه وي ِ‬
‫ناظر فيه‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪2‬ح العلم بقضية الحوار ومعرفتُها معرفة تامة‪ :‬واال كان الحوار بغير علم‪ ،‬وهو مذموم‪.‬‬
‫‪3‬ح التزام الهدوء والسكينة والبعد عن االنفعال‪.‬‬

‫‪4‬ح الحرص على الوصول إلى الحق ونصرته‪.‬‬
‫‪5‬ح استقامة السلوك والتخلق بالخلق الحسن‪.‬‬
‫اآلخر واحترامه‪.‬‬
‫‪6‬ح إحسان الظن بالطرف َ‬

‫(‪ )20‬صححيح البخححاري‪ ،‬كتحاب المظححالم‪ ،‬بحاب قححول اهلل تعحالى‪ ( :‬وهححو أل ُّحد ال ِخصححام)‪ ،‬رقحم ‪ ،2457‬وصحححيح مسحلم‪ ،‬كتححاب‬
‫الخ ِ‬
‫العلم‪ ،‬باب في ِّ‬
‫صم‪ ،‬رقم‪6780‬‬
‫األلد َ‬
‫(‪ )21‬المدخل إلى علم الدعوة ص ‪ 155‬وما بعدها‬

‫‪Page 9 of 9‬‬






Download lesson 1



lesson 1.pdf (PDF, 536.77 KB)


Download PDF







Share this file on social networks



     





Link to this page



Permanent link

Use the permanent link to the download page to share your document on Facebook, Twitter, LinkedIn, or directly with a contact by e-Mail, Messenger, Whatsapp, Line..




Short link

Use the short link to share your document on Twitter or by text message (SMS)




HTML Code

Copy the following HTML code to share your document on a Website or Blog




QR Code to this page


QR Code link to PDF file lesson 1.pdf






This file has been shared publicly by a user of PDF Archive.
Document ID: 0000747667.
Report illicit content