رسم المصحف pdf (PDF)




File information


Author: dell

This PDF 1.5 document has been generated by Microsoft® Word 2010, and has been sent on pdf-archive.com on 24/09/2016 at 20:27, from IP address 185.27.x.x. The current document download page has been viewed 576 times.
File size: 827.77 KB (16 pages).
Privacy: public file
















File preview


‫تفسـير القرآن العظيم‬

‫على ضوء رسم المصحف‬
‫كتبه المهندس‬
‫إبراهيم عزالدين حيدر الونداوي الداقوقي‬

‫‪1‬‬

‫ﮪ ﮫﮬ ﮭ‬
‫المقدمة‬
‫الحمد هلل رب العالمين منزل الكتاب المبين على نبيه األمين هدى للمتقين ونوراً‬
‫للمؤمنين وذكرى للعالمين‪ ,‬والصالة والسالم على خاتم النبيين وعلى اله الطيبين‬
‫الطاهرين وصحابته الكرام أجمعين‪ ,‬وبعد‪:‬‬
‫إن الكتاب المنزل على سيدنا محمد صلى هللا عليه واله وسلم مصدق لما بين‬
‫يديه من الكتب‪ ,‬وشاء هللا تعالى زوال تلك الكتب بعد نزول القرآن‪ ,‬ليكون رحمة‬
‫وفالحا ً لمن آمن به‪ ,‬ونقمة على من جحد وكفر به‪ ( ,‬وننزل من القرآن ما هو شفاء‬
‫ورحمة للمؤمنين وال يزيد الظالمين اال خسارا) اإلسراء‪.‬‬
‫والقرآن الكريم جامع علوم األولين واآلخرين ويعد مصدراً للقوانين‬
‫والتشريعات‪ ,‬ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‪ ,‬وكل شيء فيه معجز سواء‬
‫في لفظه أو في رسم كلماته بأشكالها المختلفة والمخالفة للرسم اإلمالئي‪.‬‬
‫وقد حفظ هللا تعالى رسمه كما حفظ تالوته على مر الزمن بيد الصحابة والتابعين‬
‫ومن جاء من بعدهم‪ ,‬وقد جرت محاوالت كثيرة في كتابته إمالئيا لغرض تسهيل‬
‫القراءة‪ ,‬ولكن أبا هللا إال أن يحافظ على كتابه‪ ,‬قال تعالى‪ :‬إنا نحن نزلنا الذكر وإنا‬
‫له لحافظون‪ ,‬الحجر‪.9‬‬
‫وما كان لكتاب المصاحف وعلماء الرسم االستجابة الى الذين يريدون كتابة‬
‫المصحف إمالئيا ً‪ ,‬وحافظوا على الرسم كما كان عليه في عهد النبي صلى هللا عليه‬
‫واله وسلم على صورته األصلية من حذف وزيادة وإبدال ووصل وفصل‪ ,‬وهذه‬
‫المتغيرات األسس التي قام عليها علم رسم المصحف كما سنبينها الحقاً‪ ,‬وقد ألفوا‬
‫من الكتب والرسائل في كتابة المصحف‪ ,‬حتى أصبح رسم المصحف علما ً قائما ً‬
‫بذاته‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وقد ألفت كتب كثيرة لدراسة رسم المصحف وما وقع فيه من حذف وزيادة‬
‫وإبدال ووصل وفصل‪ ,‬وأبرز هذه الكتب" الفهرست" البن النديم ت‪583‬هـ حفظ لنا‬
‫أسماء الكتب المؤلفة في رسم المصحف‪ ,‬وكتاب" فضائل القرآن" ألبي عبيد القاسم‬
‫بن سالم ت‪222‬هـ ‪ ,‬وكتاب " المصاحف" ألبي بكر عبدهللا بن أبي داود ت‪513‬هـ‪,‬‬
‫وكتاب "المقنع" ألبي عمرو الداني ت‪222‬هـ ‪ ,‬حفظت هذه الكتب نصوصا ً من كتب‬
‫رسم المصاحف القديمة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫والبحث في رسم المصحف ليس أمراً سهال‪ ,‬فالباحث يحتاج الى معرفة أمور‬
‫كثيرة‪ ,‬منها معرفة وجوه القراءات وعالقتها بالرسم القرآني وربطها بتفسير اآليات‪,‬‬
‫وفي هذا البحث سنقوم بتفسير آيات القرآن حسب رسم الكلمة‪.‬‬
‫وقديما ً كان رسم المصحف علما ً جامداً‪ ,‬وكانت االستفادة منه من الناحية اللغوية‬
‫والتاريخية وفي بعض وجوه القراءات فقط‪ ,‬لكننا بفضل هللا ومنته علينا اكتشفنا أن‬
‫لرسم المصحف فائدة عظيمة في تفسير القرآن العظيم وفهم آياته بصورة علمية‬
‫بعيداً عن التأويالت‪ ,‬وبحثنا سيكون على هذا األساس في تعليل الرسم‪ ,‬وقد سميناه‬
‫"تفسير القرآن العظيم على ضوء رسم المصحف"‪ ,‬وتطرقنا على بعض القراءات‬
‫وعالقتها بتفسير اآليات حسب رسم الكلمة وبعضها لم ترد في القراءات المتواترة‬
‫والمتعارف عليها‪ ,‬وكذلك تناولنا المجاز والحقيقة من خالل الحذف والزيادة حسب‬
‫الرسم‪.‬‬
‫ولعل أول من وضع كتابا ً في رسم المصحف العالم الجليل أبو العباس أحمد بن‬
‫محمد المراكشي الملقب بابن البنا رحمه هللا بعنوان‪ :‬عنوان الدليل من مرسوم خط‬
‫التنزيل‪ ,‬وتناول في بحثه تأويل الكلمات‪.‬‬
‫يقول ابن البنا‪ :‬لما كانت المعاني تعتبر اعتبارين‪ :‬من باب الوجود بالفعل سواء‬
‫ك انت األن محصلة لنا أو لم تكن‪ ,‬وتعتبر من باب اإلدراك والعلم سواء كانت في‬
‫الوجود أو لم تكن‪.‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الميسر في علم رسم المصحف وضبطه ص‪46‬‬
‫‪3‬‬

‫كما انقسم باب الوجود على قسمين‪ :‬ما يدرك وما ال يدرك والذي يدرك على‬
‫قسمين‪ :‬ظاهر ويسمى‪ :‬الملك وباطن ويسمى‪ :‬الملكوت‪.‬‬
‫فمثالً‪ :‬سقطت الواو من أربعة أفعال داللة على "سرعة وقوع" الفعل ويسارته‬
‫على الفاعل وشدة قبول المنفعل للتأثر به في الوجود مثل (سندع الزبانية) فيه سرعة‬
‫الفعل وسرعة اجابة الزبانية وقوة البطش‪ ,‬وهو وعيد عظيم ذكر مبدؤه وحذف‬
‫آخره‪ ,‬ويدل على هذا قوله تعالى‪ ( :‬وما أمرنا اال واحدة كلمح بالبصر)‪.‬‬
‫وكذلك (ويمح هللا الباطل) حذف منه الواو عالمة على سرعة المحو وقبول‬
‫الباطل له بسرعة‪ ,‬يدل على هذا قوله تعالى (ان الباطل كان زهوقا) وليس (يمح)‬
‫معطوفا ً على (يختم) الذي قبله ألنه ظهر مع (يمح) اسم فاعل‪ ,‬وعطف على الفعل‬
‫ما بعده وهو‪( :‬يحق الحق)‪.‬‬
‫وكذلك‪( :‬ويدع اإلنسان بالشر دعاءه بالخير) حذف الواو يدل على أنه "ويسهل"‬
‫عليه ويسارع فيه كما يعمل في الخير‪ ,‬وإتيان الشر اليه من جهة ذاته أقرب اليه من‬
‫الخير‪.‬‬
‫وكذلك‪( :‬يوم يدع) حذف الواو لسرعة الدعاء وسرعة االستجابة‪.‬‬
‫واستمر على هذا النمط في التأويل ولم يتوسع الى تفسير آيات المصحف حسب‬
‫الرسم ال هو وال غيره من الذين بحثوا في الرسم‪.‬‬
‫ﮁ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ‬
‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬
‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮀ الكهف‪:‬‬
‫هذه اآلية كانت اختبار للعقل في تفسير القرآن على ضوء رسم الكلمات‪ ,‬كما قال‬
‫أبن عباس رضي هللا عنهما‪ :‬ال تمار فيهم وأنا من القليل‪ ,‬أي‪ :‬من الذين استثناهم‬
‫هللا‪ ,‬وعددهم سبعة وثامنهم كلبهم‪ ,‬كان رضي هللا عنه من القالئل الذين عرف‬
‫عددهم من رسم الكلمات‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫واستنباط المعنى من رسم الكلمة مثالً قوله‪( :‬ألم تر الى الذين بدلوا نعمت هللا‬
‫كفراً وأحلوا قومهم دار البوار) ابراهيم ‪ ,28‬فسر ابن عباس‪ :‬نعمت ـ بالتاء‬
‫المفتوحة ـ على أن الكلمة ترمز الى صفة النبي صلى هللا عليه واله وسلم‪ ,‬وقد بدلوه‬
‫كفراً‪.‬‬
‫وفي بحثنا هذا سنحاول اإلجابة على رسم الكلمة التي جاءت مخالفة للنطق من‬
‫حيث الحذف والزيادة وحسب تفسير اآلية أو حسب قراءة الكلمة‪ ,‬وخصوصا ً ما‬
‫اختلف عليه الصحابة والتابعون في رسمه‪.‬‬
‫وقد اعتمدنا على النصوص القرآنية واألحاديث الصحيحة في تفسير رسم الكلمة‬
‫بالصورة المخالفة للكتابة اإلمالئية‪ ,‬وسبب كتابتها بالحذف واإلثبات والزيادة والبدل‬
‫والوصل والفصل‪.‬‬

‫خطة البحث‬
‫ـ نذكر نبذة مختصرة عن تأليف المصحف في زمن النبي صلى هللا عليه واله‬
‫وسلم وفي زمن الخلفاء الراشدين رضوان هللا عليهم‪.‬‬
‫ـ نتناول الحذف واإلثبات حسب وجوه القراءات للكلمة‪ ,‬وقد اقترحنا قراءات‬
‫مطابقة للرسم بعضها لم ترد في القراءات المتواترة‪ ,‬والحذف واإلثبات وقع في‬
‫الحرف الزائد في بناء الكلمة‪ ,‬مثل قوله‪:‬‬
‫(ﭟ ‪ ,‬ﮣ) (ﮜ ‪ ,‬ﭛ ) (ﯲ ‪ ,‬ﯿ ) ( ﯣ ‪ ,‬ﮰ) (ﯮ ‪,‬‬
‫ﮐ) ‪…,‬الخ‪.‬‬
‫ـ والزيادة تعني زيادة التعريف والتوكيد في معنى الكلمة المتعارف عليه مثل‬
‫قوله‪:‬‬

‫ﮁ ﮜ ﮀ‪ ,‬ﮁ ﭼ ﮀ‪ ,‬ﮁ ﭿ ﮀ ‪ ( ,‬ﮔ) ‪( ,‬ﮥ )‪ ,‬ﮁ ﮈ ﮀ‪ ,‬ﮁ‬

‫ﯵ ﮀ ‪ ,‬ﮁ ﯯ ﮀ …وال تلفظ هذه الزيادات عند النطق‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫ـ تناولنا البدل‪ :‬هو إبدال حرف بأخر في الكلمة الواحدة مع بقاء النطق كما هو‪,‬‬
‫مثل قوله ﮁ ﯧ ﮀ ‪ ,‬ﮁ ﭦ ﮀ ‪ ,‬ﮁ ﭟ ﮀ ‪ ,‬ﮁ ﮜ ﮀ ‪ ,‬ﮁ ﮞ ﮀ ‪ ,‬ﮁ ﮆ ﮀ ‪ ,‬ﮁ‬
‫ﯔ ﮀ ‪,‬وما شابهها‪.‬‬
‫ـ حاولنا اإلجابة على الكلمات التي كتبت موصولة أحيانا ً ومفصولة أحيانا ً أخرى‪,‬‬
‫مثل‪( :‬أينما‪ ,‬أين ما) (بئسما‪ ,‬بئس ما) (كلما‪ ,‬كل ما) (مما‪ ,‬من ما) (عما‪ ,‬عن ما)‬
‫(أال‪ ,‬أن ال)‪.‬‬
‫ـ اَجبنا على الكلمات المتشابهة في النطق والمختلفة في الرسم مثل قوله‪( :‬نعمة‪,‬‬
‫نعمت) (رحمة‪ ,‬رحمت) (سنة‪ ,‬سنت) (بقية‪ ,‬بقيت) (جنة‪ ,‬جنت) (كلمة‪ ,‬كلمت)‬
‫(شجرة‪ ,‬شجرت) (لعنة‪ ,‬لعنت)‪.‬‬
‫ـ تطرقنا الى بعض الكلمات التي اختلف عليها الصحابة والتابعون في رسمها عند‬
‫نسخ المصاحف‪ ,‬وخصصنا لها دراسة خاصة مثل كلمة التابوت‪.‬‬
‫والبحث يقوم بتفسير آيات المصحف على ضوء رسم الكلمة‪ ,‬واتبعنا طريقة سهلة‬
‫في الكتابة يفهمها القارئ الكريم‪ ,‬بعيداً عن حذلقة اللسان واختيار األلفاظ المنمقة‪,‬‬
‫والذي يهمنا اصال المعنى أكثر من التزامنا بالقاعدة النحوية وقد تخطينا العوائق التي‬
‫تستعصي الفكرة‪ ,‬وال ندعي أننا وفقنا في إجابتنا على كل األسئلة التي تحتاج الى‬
‫توضيح‪.‬‬
‫وفي الختام نحمد هللا الذي وفقنا في كتابة البحث‪ ,‬ونسأله أن يجعله خالصا ً لوجه‬
‫الكريم‪ ,‬وينفعنا به يوم الدين‪ ,‬وأشكر اخواني الذين شاركوا فيه‪ ,‬ومنهم العالم القدير‬
‫األستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد وما لقيت منه من الرعاية والتوجيه‪ ,‬وآخر دعوانا‬
‫أن الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيد المرسلين محمد صلى هللا عليه‬
‫واله وسلم‪.‬‬
‫المؤلف‬

‫العاشر من شهر ذي الحجة ‪7341 /‬‬
‫‪6‬‬

‫باب من جمع المصحف‬
‫كلًف النبي صلى هللا عليه واله وسلم زيد بن ثابت االنصاري رضي هللا عنه‬
‫لكتابة المصحف‪ ,‬وكان الكاتب الخاص للنبي صلى هللا عليه واله وسلم في كتابة‬
‫المصحف والرسائل‪ ,‬وما كان لزيد أن يكتب المصحف كما يحلو له‪ ,‬مع أن الذين‬
‫كتبوا المصحف بين يدي النبي صلى هللا عليه واله وسلم بلغوا أكثر من أربعين‬
‫صحابيا ً‪ ,‬إال أنهم كانوا يكتبونه ألنفسهم وكما يحلو لهم وفق اللهجات الخاصة بهم‪.‬‬
‫وعند نزول شيء من القرآن كان النبي صلى هللا عليه واله وسلم يرسل الى زيد‬
‫ليكتب ما نزل عليه‪ ,‬ثم يراجع النبي صلى هللا عليه واله وسلم ما كتبه زيد‪ ,‬وان كان‬
‫فيه سقط أقامه ثم يقول له‪ :‬أُخرج الى الناس واقرأ عليهم‪ ,‬فيخرج زيد الى الناس‬
‫ويقرأ عليهم ما كتب‪.‬‬
‫وفي خالفة أبي بكر الصديق رضي هللا عنه حصلت حروب الردة‪ ,‬فقام الخليفة‬
‫بمحاربة المرتدين‪ ,‬واستشهد كثير من الصحابة من حفظة القرآن في الحرب‪ ,‬مما‬
‫أدى الى ت ًخوف الخليفة من استشهاد حملة القرآن جميعهم‪ ,‬فاختار زيداً رضي هللا‬
‫عنه لجمع المصحف‪ ,‬قال له انك شاب عاقل ال نتهمك‪ ,‬كنت تكتب الوحي للرسول‬
‫صلى هللا عليه واله وسلم فاجمع لنا المصحف‪ ,‬قال زيد‪ :‬وهللا لو كلفوني نقل جبل‬
‫من مكانه لكان أهون عل َي من جمع المصحف‪.‬‬
‫رب قائل يقول‪ :‬لماذا استصعب زيد جمع المصحف وقد كتبه أيام الرسول صلى‬
‫هللا عليه واله وسلم! زيد هذا كتب الوحي الذي نزل في المدينة‪ ,‬فكان من الصعب‬
‫عليه تتبع السور التي نزلت في مكة في حينها‪ ,‬ولم تكن أكثرها مكتوبة من قبل‬
‫الصحابة أو كانت مفقودة بسبب استشهاد بعض الصحابة من حملة القرآن‪ ,‬لذلك كان‬
‫من الصعب على زيد جمع القرآن وقد أخذه من بقية الصحابة‪ ,‬ومن الرقاع‪,‬‬
‫واالكتاف‪ ,‬والعسب‪ ,‬واللخاف أي‪ :‬الحجارة المسطحة‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫وفي زمن الخليفة عثمان بن عفان رضي هللا عنه اتسعت رقعة البالد االسالمية‬
‫وزاد عدد المسلمين‪ ,‬وزاد عدد القراء في االمصار‪ ,‬حتى أن الرجل يقوم فيقول هذه‬
‫قراءة فالن ابن فالن‪.‬‬
‫فقال حذيفة بن اليمان للخليفة؛ أدرك هذه االمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختالف‬
‫اليهود والنصارى‪ ,‬قال‪ :‬فأرسل الخليفة الى حفصة‪ :‬أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في‬
‫مصاحف ثم نردها إليك‪ ,‬قال‪ :‬فأرسلت بها الى عثمان‪ ,‬فأمر زيد بن ثابت‪ ,‬وعبد هللا‬
‫بن الزبير‪ ,‬وسعيد بن العاص‪ ,‬وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام‪ ,‬فنسخوها في‬
‫مصاحف‪ ,‬وقال عثمان للرهط القرشيين الثالثة‪ :‬إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في‬
‫شيء من القرآن‪ ,‬فاكتبوه بلسان قريش‪ ,‬فإنما نزل بلسانهم‪ ,‬ففعلوا‪ ,‬حتى إذا نسخوا‬
‫الصحف في المصاحف‪ ,‬ثم رد عثمان الصحف الى حفصة‪ ,‬وأرسل إلى كل أفق‬
‫بمصحف مما نسخوا‪ ,‬وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن‬
‫يحرق‬

‫(‪)2‬‬

‫قال زيد‪ :‬جعلنا نختلف في كتابة المصحف ثم نتفق فاختلفنا في‪ :‬التابوت ـ البقرة‬
‫‪262‬ـ فقال زيد‪ :‬التابوة ـ بالتاء المربوطة ـ مثل كلمة التوراة‪ ,‬وقال النفر القريشيون‪:‬‬
‫التابوت بالتاء المفتوحة‪ ,‬قال زيد‪ :‬أبيت أن أرجع إليهم فأبوا أن يرجعوا إلي حتى‬
‫رفعنا أمرنا إلى عثمان رضي هللا عنه فقال‪ :‬اكتبوه ـ التابوت ـ بالتاء المفتوحة‪ ,‬ألن‬
‫القرآن نزل بلغة قريش‪.‬‬
‫"استشك ل عدد من العلماء القول بنزول القرآن بلغة قريش مع وجود الهمز في‬
‫القراءة وقريش ال تهمز‪ ,‬ثم حملوا قول عثمان على أن " معظمه وأكثره نزل‬
‫بلغتها"‬

‫(‪)3‬‬

‫)‪ (2‬صحيح البخاري‪ :‬باب جمع القرآن‪/‬ص‪363‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬الميسر في علم رسم المصحف وضبطه ص‪62‬‬
‫‪8‬‬

‫وأكثر العلماء‪ :‬على أن عثمان بن عفان عندما كتب المصحف جعله على أربع‬
‫نسخ‪ ,‬فبعث إلى كل ناحية نسخة منهن‪ ,‬فأرسل الى الكوفة والبصرة والى الشام‪,‬‬
‫وأبقى عنده الرابعة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إنه استنسخ منه سبع نسخ‪ ,‬فأرسل من ذلك نسخة الى مكة‪ ,‬ونسخة الى‬
‫اليمن ونسخة الى البحرين‪.‬‬
‫وكتابة المصحف تم بإشراف النبي صلى هللا عليه واله وسلم على يد كاتبه زيد‬
‫بن ثابت األنصاري رضي هللا عنه من دون الصحابة‪.‬‬
‫دخل نفر على زيد فقالوا‪ :‬حدثنا بعض حديث رسول هللا صلى هللا عليه واله‬
‫وسلم‪ ,‬فقال ماذا أحدثكم كنت جار رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ,‬وإذا نزل الوحي‬
‫أرسل إلي فكتبت الوحي‬

‫(‪)2‬‬

‫هل كان النبي صلى هللا عليه واله وسلم أمي؟‬
‫قال بعض العلماء كان النبي صلى هللا عليه واله وسلم أمياً‪ ,‬وما معنى كلمة‬
‫"األمي" الذي قال عنه ربه في كتابه العزيز‪" :‬الذين يتبعون الرسول النبي األمي‬
‫الذي يجدونه مكتوبا ً عندهم في التوراة واإلنجيل…"األعراف ‪ ,151‬وقال تعالى‪:‬‬
‫"قل يأيها الناس إني رسول هللا اليكم جميعا ً الذي له ملك السموات واألرض ال اله اال‬
‫هو يحيي ويميت فآمنوا باهلل ورسوله النبي األمي الذي يؤمن باهلل وكلماته واتبعوه‬
‫لعلكم تهتدون" األعراف ‪,152‬‬
‫قبل التطرق الى موضوع الرسم ال بد لنا من اإلجابة على هذا السؤال المهم‪ ,‬ألنه‬
‫يبنى عليه بحثنا علم رسم المصحف‪.‬‬
‫قيل أن النبي صلى هللا عليه واله وسلم كان أميا ً‪ ,‬وإنما كانت أميته في عدم‬
‫دراسته للكتب السماوية التي نزلت قبل نزول القرآن‪ ,‬قال تعالى‪:‬‬

‫(‪ )1‬المصاحف البن أبي داود ـ باب من كتب الوحي لرسول هللا‪.‬‬
‫‪9‬‬






Download رسم المصحف pdf



رسم المصحف pdf.pdf (PDF, 827.77 KB)


Download PDF







Share this file on social networks



     





Link to this page



Permanent link

Use the permanent link to the download page to share your document on Facebook, Twitter, LinkedIn, or directly with a contact by e-Mail, Messenger, Whatsapp, Line..




Short link

Use the short link to share your document on Twitter or by text message (SMS)




HTML Code

Copy the following HTML code to share your document on a Website or Blog




QR Code to this page


QR Code link to PDF file رسم المصحف pdf.pdf






This file has been shared publicly by a user of PDF Archive.
Document ID: 0000486712.
Report illicit content