u1 lesson 3 (PDF)

‫—‬

‫رقم الدرس‪ :‬الثالث‬

‫عنوان الدرس‪ :‬سمات المجتمع اإلسالمي‬

‫—‬

‫—‬

‫رقم الوحدة‪ :‬األولى عنوان الوحدة المجتمع المسلم أسسه وسماته‬

‫المحتوي العلمي‪:‬‬
‫إن من أبرز سمات المجتمع اإلسالمي أنه مجتمع ‪:‬‬

‫(‪ )1‬ملتزم بالشرع ‪ )2( .‬جاد ‪ )3( .‬متسامح ‪ )4( .‬آمن ‪.‬‬

‫—‬

‫السمة األولى ‪ :‬أنه مجتمع ملتزم بالشرع‪:‬‬

‫—‬

‫نعني بهذه السمة‪ ،‬أن للمجتمع اإلسالمي مرجعيته العليا ـ وهي الوحي بشقيه –الكتاب و السنة –‬
‫يصدر عنها المجتمع في كل تصرفاته‪ ،‬فهي التي تدير شؤون أفراده وتحكم تصرفاتهم ‪ ،‬وهذا من‬

‫—‬

‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫يح ُكم‬
‫ورسوِل ِه لِ ْ‬
‫قول اْل ُم ْؤ ِمنين إِذا ُد ُعوْا إِلى اللّه ُ‬
‫مقتضيات االستخالف في األرض‪  :‬إّنما كان ْ‬
‫ِ‬
‫أطعنا وأ ُْولـئِك ُه ُم اْل ُم ْفلِ ُحون ‪[ ‬النور آية‪.]51:‬‬
‫ْبينهُ ْم أن يقُولُوْا سم ْعنا و ْ‬

‫—‬

‫إن المجتمع اإلسالمي يحتكم إلى قاعدة‪" :‬الحسن ما حسنه الشرع‪ ،‬والقبيح ما قبحه الشرع"‪.‬‬

‫—‬

‫السمة الثانية‪ :‬أنه مجتمع جاد‪:‬‬

‫—‬

‫في المجتمع اإلسالمي مظاهر عدة تشهد على أنه مجتمع جاد ال مكان فيه لصغائر األمور‬
‫وسفاسفها‪ ،‬ويمكن أن نعد الحرص على العلم النافع والسعي إلى العمل الصالح‪ ،‬أبرز مظهرين‬
‫يتضح من خاللهما جدية هذا المجتمع‪.‬‬

‫—‬

‫‪Page 1 of 4‬‬

‫—‬
‫—‬
‫—‬

‫المظهر األول‪ :‬العلم النافع‪:‬‬

‫—‬

‫إن العلم النافع هو كل علم يحقق مرضاة اهلل تعالى ويجلب النفع لعباده ‪ ،‬وقد أرشدنا النبي ‪‬‬
‫َّ‬
‫َعوُذ بِ َك ِم َن اْل َع ْج ِز‬
‫إلى هذا الفهم حين استعاذ ‪ ‬من هذا العلم‪ ،‬فكان (اللهُ َّم إِِّني أ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫واْل ُج ْب ِن ‪ ،‬واْلُب ْخ ِل ‪ ،‬واْلهرِم ‪ ،‬و َع َذ ِ‬
‫ت َخ ْي ُر‬
‫اها ‪َ ،‬وَزِّكهَا أ َْن َ‬
‫اب ‪ ،‬اْلقَْب ِر اللَّهُ َّم آت َن ْفسي تَ ْق َو َ‬
‫َ ََ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َعوُذ بِ َك ِم ْن ِعْلم الَ َي ْنفَعُ ‪َ ،‬و ِم ْن َقْلب الَ َي ْخ َشعُ ‪َ ،‬و ِم ْن َن ْفس الَ‬
‫أ َْن َ‬
‫ت َولِيُّهَا َو َم ْوالَ َها ‪ ،‬اللهُ َّم ِإِّني أ ُ‬
‫اب لَهَا)(‪.)2‬‬
‫تَ ْش َبعُ ‪َ ،‬و ِم ْن َد ْع َوة الَ ُي ْستَ َج ُ‬
‫‪َ ،‬واْل َك َس ِل ‪،‬‬
‫اها ‪،‬‬
‫َم ْن َزَّك َ‬

‫—‬

‫المظهر الثاني العمل الصالح‪:‬‬

‫—‬

‫يتبع العلم النافع العمل الصالح إذ أنهما متالزمان‪ ،‬وال يتصور انفصالهما‪ ،‬إذ ال يكون العمل‬
‫قدم اهلل تعالى األمر بالعلم على األمر بالعمل في قوله‬
‫صالحا ما لم يبن على علم نافع‪ ،‬ولهذا ّ‬
‫تغ ِفر ِلذنبِك ولِْلمؤ ِمنِين واْلمؤ ِم ِ‬
‫نات ‪[ ‬سورة محمد آية ‪]19:‬‬
‫تعالى‪ْ  :‬‬
‫ُْ‬
‫ُْ‬
‫فاع ْلم ّأنهُ ال إِلـه ِإال اللّهُ و ْ‬
‫اس ْ ْ‬
‫‪ ،‬وال قيمة لعلم نافع‪ ،‬ما لم يتبعه عمل صالح (‪.)1‬‬

‫—‬

‫السمة الثالثة‪ :‬أنه مجتمع متسامح ‪:‬‬

‫—‬

‫إن السماحة صفة بارزة من صفات المجتمع اإلسالمي‪ ،‬ألنها ظاهرة في ثنايا اإلسالم كله‪،‬‬
‫فاألحكام الشرعية مبنية عليها‪ ،‬فهذا قول اهلل تعالى ينطق بها‪ِ  :‬‬
‫غير باغ وال عاد‬
‫اضطُّر ْ‬
‫فمن ْ‬
‫عليهِ ‪[ ‬سورة البقرة آية ‪.]173:‬‬
‫فال إِثْم ْ‬

‫—‬
‫(‪ )2‬جزء من حديث رواه مسلم ‪ ،‬كتاب الدعاء باب من دعاء النبي صلى اهلل عليه وسلم صحيح مسلم ‪ -‬دار الجيل (‪/8‬‬
‫‪ )81‬ح(‪.)7005‬‬
‫(‪ )1‬يحكى أنـه دخـل رجـل علـى عمر(رضـي اهلل عنـه) فقـال‪ :‬يـا اميـر المـؤمنين ‪،‬إنـي اقـوم بعمـل فريـد‪،‬فقال لـه عمـر‪ :‬ومـا‬
‫ذاك؟ قال‪ :‬يا أميـر المـؤمنين‪ ،‬إنـي القـي بـاألبرة علـى اإلبـرة فتـدخل فـي ثقبها‪،‬وهكـذا حتـى تصـبح سلسـلة مـن اإلبـر ‪،‬فـ ذن لـه‬
‫اميـر المـؤمنين بـ ن يقـوم بهــذا العمـل ‪،‬وأعجـب الحاضـرون ببراعتــه‪ ،‬فمـا كـان مـن عمـر اال ان امــر لـه بجـائزة ‪ ،‬فـ مر بجلــده‬
‫خمســين جلــدة ‪ .‬فتعجــب الرجــل والحاضــرون مــن صــنيع اميــر المؤمنين‪،‬فقــال مقولــة عظــيم حكيمــة ‪ :‬أعطينــاه جــائزة علــى‬
‫براعته‪ ،‬وامرنا بجلده خمسين جلده النه عمل ما اليفيد أحدا‪..‬‬

‫‪Page 2 of 4‬‬

‫—‬
‫—‬
‫—‬

‫وال يعني هذا أن السماحة محصورة بين المسلمين فيما بينهم‪ ،‬فقد أمر اهلل تعالى بها مع‬
‫المخالفين في الدين‪ ،‬ف مر باإلحسان إلى الوالدين الكافرين‪.‬‬

‫—‬

‫السمة الرابعة‪ :‬أنه مجتمع آمن ‪:‬‬

‫—‬

‫كانت‬
‫هناك تالزم واضح بين األمن واإليمان‪ ،‬وبين الكفر والخوف‪  :‬وضرب اللّهُ مثال ْقرية‬
‫ْ‬
‫فكفرت بِ ْنعِم اللّ ِه ف ذاقها اللّه لِباس اْلجوِع واْلخو ِ‬
‫ِ‬
‫ف‬
‫طمئِّنة ي ْتِيها ِرْزقُها رغدا ِّمن ُك ِّل مكان‬
‫آمنة ُّم ْ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ْ ُ‬
‫ْ‬
‫نعون ‪[ ‬سورة النحل آية‪.]112:‬‬
‫بِما ُ‬
‫كانوْا ْ‬
‫يص ُ‬

‫—‬

‫لقد تحققت صفة األمن هذه للمجتمع اإلسالمي بعدة طرق ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪.‬‬

‫—‬

‫أولها ‪ :‬عن طريق سالمة منهج الفرد‪ :‬واستقامة سلوكه‬

‫—‬

‫ثانيهما ‪ :‬عن طريق المجتمع‪ :‬فما المجتمع اإلسالمي في أصل تكوينه إالّ عدد كبير من األسر‬
‫التي نش ت على هدي من اهلل تعالى‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫—‬

‫ثالثها ‪ :‬عن طريق العقوبات‪ :‬فهي موانع لفئة من الناس عن المساس ب من المجتمع‬

‫—‬

‫إن الذين يعترضون على هذه الحدود بحجة اإلشفاق على األفراد‪ ،‬هم في حقيقة األمر يعتدون‬
‫على حقوق مجتمع ب كمله‪ ،‬فجرمهم بهذا المسلك‪ ،‬أشد وأقبح من جرم من ارتكب جريمته‪.‬‬

‫—‬

‫إن العقوبات التي شرعها اهلل تعالى بشروط وضوابط هي غاية في االحتياط تعد رحمة من اهلل‬
‫تعالى‪ ،‬ألنها تحفظ على المجتمع أمنه‪ ،‬وتجعله متمي از بين المجتمعات األخرى بهذه السمة‪.‬‬

‫—‬
‫—‬

‫(‪ )2‬منهج اإلسالم في تزكية النفس ‪ ،‬د‪ .‬أنس كرزون ‪ ،‬ص ‪.818‬‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬دراسات في الثقافة اإلسالمية ‪ ،‬د‪ .‬علي السالوس وآخرون‪ ،‬ص ‪ ، 325‬بتصرف‪.‬‬

‫‪Page 3 of 4‬‬

‫—‬
‫—‬
‫—‬
‫—‬

‫المراجع‪:‬‬

‫—‬

‫‪ -‬اإلسالم وبناء المجتمع د‪ .‬حسن أبو غدة وآخرون‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1427( 3‬هـ)‪.‬‬

‫—‬

‫‪ -‬منهج اإلسالم في تزكية النفس ‪ ،‬د‪ .‬أنس كرزون ‪.‬‬

‫—‬

‫‪ -‬دراسات في الثقافة اإلسالمية ‪ ،‬د‪ .‬علي السالوس وآخرون‪.‬‬

‫—‬

‫‪Page 4 of 4‬‬